قال: حدثنيه عن "يحيى بن سعيد القطان" عن "ابن عجلان" عن "القعقاع بن حكيم" "أبي صالح" عن عن "النبي" - صلى الله عليه وسلم قال "أبي هريرة" وغيره: أما الروث فروث الدواب [ ص: 241 ] . "أبو عمرو"
وأما الرمة، فإنها العظام البالية، قال "لبيد":
والنيب إن تعرمني رمة خلقا بعد الممات فإني كنت أتئر
قال: والرميم: مثل الرمة، قال الله - تبارك وتعالى - : "أبو عبيد": وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحي العظام وهي رميميقال منه: قد رم العظم وهو يرم، ويروى [منه] أن [ ص: 242 ] "أبي بن خلف" أنه لما نزلت هذه الآية أتى بعظم بال إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فجعل يفته، ويقول: أترى الله يا "محمد" يحيي هذا بعد ما قد رم؟
[قال ; وفي حديث آخر أنه "أبو عبيد"] نهى أن يستنجى برجيع أو عظم. فأما الرجيع، فقد يكون الروث، والعذرة جميعا، وإنما سمي رجيعا; لأنه رجع عن حاله الأولى، بعد أن كان طعاما أو علفا إلى غير ذلك.
وكذلك كل شيء يكون من قول أو فعل يرد، فهو رجيع; لأن معناه مرجوع، أي مردود [ ص: 243 ] .
وقد يكون الرجيع الحجر الذي قد استنجى به مرة، ثم رجع إليه فاستنجى به، وقد روي عن أنه كان يكره أن يستنجي بالحجر الذي قد استنجى به مرة. مجاهد
وفي غير هذا الحديث أنه أتي بروث في الاستنجاء، فقال: "إنه ركس" وهو شبيه المعنى بالرجيع.
يقال: ركست. الشيء وأركسته لغتان: إذا رددته، قال الله - تبارك وتعالى - : والله أركسهم بما كسبوا وتأويله فيما نرى: أنه ردهم إلى كفرهم [ ص: 244 ] .
[قال: وفي الرجيع وجه آخر أنه أراد الحجر الذي قد استنجي به مرة، وكره أن يرجع إلى الاستنجاء به ثانية] .