الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
456 - وقال "أبو عبيد" في حديث "النبي" - صلى الله عليه وسلم - : "أنه نهى عن تطيين القبور وتقصيصها"   [ ص: 248 ] .

قال: حدثنيه "ابن علية" عن "أيوب" عن "أبي الزبير" عن "جابر بن عبد الله" أنه قال: نهى عن تقصيص القبور.  

فقيل له: عن "النبي" [ - صلى الله عليه وسلم - ] ؟

فقال: ذاك أراد.


قوله: التقصيص هو التجصيص، وذلك أن الجص يقال له: القصة.

يقال منه: قصصت القبور والبيوت: إذا جصصتها.

ومنه حديث "عائشة" [ - رضي الله عنها] حين قالت للنساء: "لا تغتسلن من المحيض حتى ترين القصة البيضاء" [ ص: 249 ] .

قال: حدثناه "إسماعيل بن عمر" عن "مالك" عن "علقمة ابن أبي علقمة" عن "أمه" عن " عائشة".

قال "أبو عبيد": ومعناه أن يقول; حتى تخرج القطنة أو الخرقة التي تحتشي بها المرأة كأنها قصة لا يخالطها صفرة ولا ترية.

وقد قيل: إن القصة شيء كالخيط الأبيض يخرج بعد انقطاع الدم كله والله أعلم.

وأما الترية: فالشيء الخفي اليسير، وهو أقل من الصفرة والكدرة.

ولا تكون الترية إلا بعد الاغتسال [والمحيض] ، فأما ما كان في أيام الحيض فهو حيض وليس بترية [ ص: 250 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية