الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
459 - وقال "أبو عبيد" في حديث "النبي" - صلى الله عليه وسلم - في الإهلال بالحج:  

قال: حدثنيه "إسماعيل بن جعفر" و"يحيى بن سعيد" عن "جعفر بن محمد" عن " أبيه" عن "جابر [بن عبد الله] عن "النبي - صلى الله عليه وسلم - :

قال "الأصمعي" وغيره: الإهلال: التلبية، وأصل الإهلال [رفع] الصوت، وكل رافع صوته، فهو مهل [ ص: 262 ] .

قال "أبو عبيد": وكذلك قول الله - جل ثناؤه - في الذبيحة: وما أهل به لغير الله هو ما ذبح للآلهة، وذلك لأن، الذابح يسميها عند الذبح، فذلك هو الإهلال، وقال "النابغة الذبياني" يذكر درة أخرجها الغواص من البحر، فقال:


أو درة صدفية غواصها بهج متى يرها يهل ويسجد

يعني بإهلاله رفعه صوته بالدعاء والتحميد لله [ - عز وجل - ] إذا رآها.

وكذلك الحديث في استهلال الصبي  أنه إذا ولد لم يرث ولم يورث حتى يستهل صارخا [ ص: 263 ] .

قال "أبو عبيد": فالاستهلال: هو الإهلال.

وإنما يراد من هذا الحديث أن يستدل باستهلاله على حياته; ليعلم أنه سقط حيا، فإذا لم يصح، [ولم يسمع رفع صوته] وكانت علامة أخرى يستدل بها على حياته من حركة يد، أو رجل، أو طرفة بعين فهو مثل الاستهلال، قال "ابن أحمر":


يهل بالفرقد ركبانها     كما يهل الراكب المعتمر

قال "أبو عبيد": [قوله] : المعتمر، أراد هاهنا من [ ص: 264 ] العمرة، وهو في غير هذا المعتم.

التالي السابق


الخدمات العلمية