"عائد المريض على مخارف الجنة حتى يرجع" [ ص: 213 ] .
قال: حدثناه أبو إسماعيل المؤدب، عن عاصم الأحول، عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان رفعه.
قال الأصمعي: المخارف واحدها مخرف، وهو جنى النخل، وإنما سمي مخرفا؛ لأنه يخترف منه: أي يجتنى منه.
ومنه حديث أبي طلحة حين نزلت: من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا
قال: "إن لى مخرفا: وإني قد جعلته صدقة".
قال: حدثناه الأنصاري، عن حميد عن أنس، قال:
قال أبو طلحة: "إن لي مخرفا، وإني قد جعلته صدقة" [ ص: 214 ] .
قال: فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - :
"اجعله في فقراء قومك".
قال الأصمعي: وأما قول عمر [ - رحمه الله - ] : "تركتم على مثل مخرفة النعم".
فليس من هذا في شيء إنما أراد بالمخرفة الطريق ، قال أبو كبير الهذلي:
فأجزته بأفل تحسب أثره نهجا أبان بذي فريغ مخرف
[ ص: 215 ] أفل: سيف به فلول ، [وأثره: الوشي الذي فيه] ، ونهجا ونهجا [واحد، والنهج، أجود] .قال أبو عمرو في مخارف النخل مثله أو نحوه، قال: ويقال منه: اخرف لنا: أي اجن لنا.


