قال: "فما حلفت بها ذاكرا ولا آثرا" [ ص: 428 ] . أنه سمع
قال: أما قوله: ذاكرا، فليس هو من الذكر بعد النسيان، إنما أراد متكلما به [بعد] كقولك: ذكرت لفلان حديث كذا وكذا.
وقوله: "آثرا" يريد: ولا مخبرا عن غيري أنه حلف به يقول: لا أقول: إن فلانا قال: وأبي لا أفعل كذا وكذا.
ومن هذا قيل: حديث مأثور، أي يخبر به الناس بعضهم بعضا.
يقال منه: أثرت الحديث فأنا آثره أثرا، فهو مأثور وأنا آثر على مثال فاعل، قال الأعشى:
إن الذي فيه تماريتما بين للسامع والآثر [ ص: 429 ]
[يروى: بين وبين] .ومنه حديث حين سأل ابن عمر وحدثه سلمة بن الأزرق، سلمة بحديث عن أبي هريرة، فقال له البكاء على الميت، أأنت سمعت هذا من ابن عمر أبي هريرة؟
قال: نعم.
قال: ويأثره عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟
قال: نعم.
قال: فالله ورسوله أعلم. عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الرخصة في
حدثنا قال: حدثناه أبو عبيد: عن "إسماعيل بن جعفر"، عن "محمد بن عمرو بن حلحلة الدؤلي"، عن "محمد بن عمرو بن عطاء" [ ص: 430 ] . "ابن عمر"
قال أبو عبيد: هو من محمد بن عمرو بن عطاء بني عامر بن لؤي.
قال ويقال إن المأثرة مفعلة من هذا، وهي المكرمة وإنما أخذت من هذا، أي إنها يأثرها قرن عن قرن يتحدثون بها. أبو عبيد: