الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
523 - وقال أبو عبيد في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه سأل رجلا فقال : " هل صمت من سرار هذا الشهر شيئا ؟  

فقال : لا .

قال : فإذا أفطرت من رمضان فصم يومين " .


حدثنا أبو عبيد : قال : حدثناه يزيد بن هارون ، عن الجريري ، عن أبي العلاء بن الشخير ، عن أخيه مطرف ، عن عمران بن حصين ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .

قال الكسائي وغيره : السرار : آخر الشهر ليلة يستسر الهلال [ ص: 25 ] .

قال أبو عبيد : فربما استسر ليلة ، وربما استسر ليلتين إذا تم الشهر ، وأنشدنا الكسائي :

نحن صبحنا عامرا في دارها

جردا تعادى طرفي نهارها

عشية الهلال أو سرارها

قال أبو عبيد : وفي لغة أخرى : سرر الشهر .

وفي هذا الحديث من الفقه أنه إنما سأله عن سرار شعبان ، فلما أخبره أنه لم يصم أمره أن يقضي بعد الفطر يومين .

قال أبو عبيد : فوجه الحديث عندي - والله أعلم - أن هذا من نذر كان على ذلك الرجل في ذلك الوقت ، أو تطوع قد كان ألزمه نفسه ، فلما فاته أمره بقضائه . لا أعرف للحديث وجها غيره .

وفيه أيضا أنه لم ير بأسا أن يصل رمضان بشعبان إذا كان لا يراد به رمضان ، إنما يراد به التطوع ، أو النذر يكون في ذلك الوقت [ ص: 26 ] .

ومما يشبه هذا الحديث حديثه الآخر : "لا تقدموا رمضان بيوم ولا يومين إلا أن يكون يوافق ذلك صوم كان يصومه أحدكم "  فهذا معناه التطوع أيضا . فأما إذا كان يريد به رمضان فلا ؛ لأنه خلاف الإمام والناس .

التالي السابق


الخدمات العلمية