الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
527 - وقال أبو عبيد في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - حين قال لعوف بن مالك : "أمسك ستا تكون قبل الساعة :  

أولهن موت نبيكم - صلى الله عليه وسلم - وكذا وكذا ، وموتان يكون في الناس كقعاص الغنم ، وهدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر ، فيغدرون بكم ، فتسيرون إليهم في ثمانين غابة تحت كل غابة اثنا عشر ألفا
[ ص: 33 ] .

وبعضهم يقول : غاية " .

حدثنا أبو عبيد : قال : حدثناه هشيم ، قال : أخبرنا يعلى بن عطاء عن محمد بن أبي محمد ، عن عوف بن مالك ، عن النبي صلى الله عليه وسلم .

[قال أبو عبيد ] : أما قوله : "موتان يقع في الناس " فإن الموتان هو الموت ، ويقال : وقع في المال موتان : إذا وقع الموت في الماشية [ ص: 34 ] .

قاله الكسائي . وقال الفراء : وأما الموتان من الأرض ، فإنه الذي لم يحيى بعد . ومنه الحديث : "موتان الأرض لله [ - تبارك وتعالى - ] ولرسوله ، فمن أحيا منها شيئا فهو له " .

وأما القعاص ، فهو داء يأخذ الغنم لا يلبثها أن تموت ، ومنه أخذ الإقعاص في القتل ، يقال : رميت الصيد فأقعصته : إذا مات مكانه . وأما الهدنة فالسكون والصلح .

وقوله : "في ثمانين غابة " من قالها بالباء ، فإنه يريد الأجمة شبه كثرة الرماح بها ومن قال : غاية ، فإنه يريد الراية .

قال "لبيد " يذكر ليلة سمرها ، فقال [ ص: 35 ] :


قد بت سامرها وغاية تاجر وافيت إذ رفعت وعز مدامها

قوله : غاية تاجر ، يقول : إن صاحب الخمر كانت له راية يرفعها ليعرف بها أنه بائع خمر .

ويقال : بل أراد بقوله : غاية تاجر أنها غاية متاعه في الجودة .

وبعضهم يروي الحديث في ثمانين غيابة ، وليس هذا بمحفوظ ، ولا موضع للغياية ها هنا .

التالي السابق


الخدمات العلمية