الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
547 - وقال أبو عبيد في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أن حكيم بن حزام قال : بايعت النبي - صلى الله عليه وسلم - ألا أخر إلا قائما . . . [ ص: 93 ] .

قال أبو عبيد : وهذا يروى عن شعبة ، عن أبي بشر ، عن يوسف بن ماهك ، عن حكيم بن حزام .

وقد أكثر الناس في معنى هذا الحديث ، وما له عندي وجه إلا أنه أراد بقوله : لا أخر ، أي لا أموت ؛ لأنه إذا مات فقد خر وسقط .

[وقوله ] : إلا قائما يعني إلا ثابتا على الإسلام ، وكل من ثبت على شيء وتمسك به ، فهو قائم عليه ، قال الله - تبارك وتعالى - : ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون وإنما هذا من المواظبة على الدين ، والقيام به .

وقال [الله عز وجل ] : ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائما

حدثنا أبو عبيد قال : حدثنا حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد في [ ص: 94 ] قوله : إلا ما دمت عليه قائما  قال مواكظا ، أي مداوما .

قال أبو عبيد : ومنه قيل - في الكلام - للخليفة : هو القائم بالأمر ، وكذلك فلان قائم بكذا وكذا : إذا كان حافظا له متمسكا به . وفي بعض الحديث أنه لما قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - : أبايعك ألا أخر إلا قائما ، فقال : أما من قبلنا فلن تخر إلا قائما . أي : لسنا ندعوك ولا نبايعك إلا قائما ، أي على الحق .

التالي السابق


الخدمات العلمية