569 - وقال في حديث أبو عبيد [رضي الله عنه ] حين قال عمر لشيء شاوره فيه ، فأعجبه كلامه ، فقال لابن عباس - [ ص: 140 ] : عمر
"نشنشة من أخشن " .
هكذا كان يحدثه ، عن سفيان بن عيينة عن أبيه ، عن عاصم بن كليب ، عن ابن عباس ، عمر .
وأما أهل العلم بالعربية فيقولون غير هذا .
قال إنما هو : الأصمعي :
شنشنة أعرفها من أخزم
وهذا بيت رجز تمثل به .
قال : والشنشنة : قد تكون كالمضغة ، أو القطعة تقطع من اللحم .
وقال غير واحد : بل الشنشنة : مثل الطبيعة والسجية [ ص: 141 ] .
فأراد أني أعرف فيك مشابها من أبيك في رأيه وعقله . عمر :
ويقال : إنه لم يكن لقرشي مثل رأي العباس [رحمه الله ] .
قال وأخبرني أبو عبيد : أن هذا الشعر ابن الكلبي لأبي أخزم الطائي وهو جد أبي حاتم الطائي ، أو جد جده ، وكان له ابن يقال له : أخزم ، فمات ، وترك بنين ، فوثبوا يوما على جدهم أبي أخزم ، فأدموه ، فقال :
إن بني رملوني بالدم
شنشنة أعرفها من أخزم
يقول : إن هؤلاء أشبهوا أباهم في طبيعته وخلقه ، وأحسبه كان به عاقا .
وقد يكون المعنى الآخر كأنه جعلهم قطعة منه ، أي : أنهم بعضه .
وقد تمثل بهذا الشعر أيضا عقيل بن علقة المري في بعض ولده ، وإنما تمثل به تمثلا . عمر
قال يقال : شنشنة ، ونشنشة . أبو عبيدة :
وغيره ينكر نشنشة .