الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
575 - وقال أبو عبيد في حديث عمر [ - رضي الله عنه - ] :

"كذب عليكم الحج ، كذب عليكم العمرة ، كذب عليكم الجهاد ثلاثة أسفار كذبن عليكم " .

قال حدثناه ابن علية ، عن إسحاق بن سويد ، عن حريث بن الربيع - يقال : هو أخو حجير بن الربيع - عن عمر .

قال الأصمعي : معنى كذب عليكم معنى الإغراء ، أي عليكم به .  

وكان الأصل في هذا أن يكون نصبا ، ولكنه جاء عنهم بالرفع شاذا على غير قياس .

قال : ومما يحقق لك أنه مرفوع قول الشاعر :


كذبت عليك لا تزال تقوفني كما قاف آثار الوسيقة قائف

فقوله : كذبت عليك : إنما أغراه بنفسه ، أي عليك بي ، فجعل نفسه في موضع رفع ، ألا تراه قد جاء بالتاء فجعلها اسمه [ ص: 149 ] .

وقال معقر البارقي :


وذبيانية أوصت بنيها     بأن كذب القراطف والقروف

فرفع ، والشعر مرفوع ، ومعناه : عليكم بالقراطف ، والقروف .

قال أبو عبيد : القراطف : القطف ، واحدها قرطف ، والقروف : الأوعية . قال أبو عبيد : ومما يحقق الرفع أيضا قول عمر : "ثلاثة أسفار كذبن عليكم . . . " .

[قال ] : ولم أسمع في هذا حرفا منصوبا إلا في شيء كان " أبو عبيدة " يحكيه عن أعرابي نظر إلى ناقة نضو لرجل ، فقال : "كذب عليك البزر والنوى " [ ص: 150 ] .

ولم أسمع [أحدا يحكي ] في هذا نصبا غير قول أبي عبيدة هذا .

وقال ابن علية : قال إسحاق بن سويد : العرب تقول : كذب عليك العسل ، كذب عليك كذا كذا ، أي : عليك به .

التالي السابق


الخدمات العلمية