الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
6 - وقال أبو عبيد في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أن "قريشا" [ ص: 127 ]

كانوا يقولون: "إن محمدا صنبور"
 
.

قال: حدثناه محمد بن أبي عدي - لا أعلمه إلا عن داود بن أبي هند - الشك من أبي عبيد - عن الشعبي، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -

قال أبو عبيدة: الصنبور: النخلة تخرج من أصل النخلة الأخرى لم تغرس.

وقال الأصمعي: الصنبور: النخلة تبقى منفردة، ويدق أسفلها، قال: ولقي رجل رجلا من العرب، فسأله عن نخله، فقال: صنبر أسفله، وعشش أعلاه: يعني دق أسفله، وقل سعفه، ويبس.

قال أبو عبيد: فشبهوه بها، يقولون: إنه فرد ليس له ولد ولا أخ، فإذا مات انقطع ذكره [ ص: 128 ] .

قال [أبو عبيد] : وقول الأصمعي في الصنبور أعجب إلي من قول أبي عبيدة لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكن أحد من أعدائه من مشركي العرب، ولا غيرهم يطعن عليه في نسبه، ولا اختلفوا [فيه] أنه أوسطهم نسبا [ - صلى الله عليه وسلم - ] .

[قال أبو عبيد: و] قال أوس بن حجر، يعيب قوما:


مخلفون ويقضي الناس أمرهم غس الأمانة صنبور فصنبور

[ ص: 129 ] [قال أبو عبيد: في غسو ثلاثة أوجه: غسو، وغش، وغشي، ويروى غش الملامة قال: ويروى: أهل الملامة أيضا] .

وقال أبو عبيد: والصنبور أيضا في غير هذا: القصبة التي تكون في الإداوة من حديد أو رصاص يشرب منها [بها] .

التالي السابق


الخدمات العلمية