قال : فالزبير ؟ قال : وعقة لقس .
قال : قال : أوه! ذكرت رجلا صالحا ، ولكنه ضعيف ، وهذا الأمر لا يصلح له إلا اللين من غير ضعف ، والقوي من غير عنف . فعبد الرحمن بن عوف ؟
قال : فسعد ؟ قال : ذاك يكون في مقنب من مقانبكم " [ ص: 230 ] .
قال الكسائي ، واليزيدي ، وغير واحد دخل كلام بعضهم في بعض : قوله : "كلف بأقاربه" ، يعني شديد الحب لهم . وأبو عمرو
وقوله : "فيه دعابة" ، يعني المزاح .
وقوله : "لولا بأو فيه" البأو : الكبر والعظمة ، قال حاتم [الطائي ] :
فما زادنا بأوا على ذي قرابة غنانا ولا أزرى بأحسابنا الفقر
وقوله : "وعقة لقس" - وبعضهم يقول : "ضبس" - ومعنى هذا كله : الشراسة وشدة الخلق ، وخبث النفس .ومما يبين ذلك الحديث المرفوع : "لا يقولن أحدكم : خبثت نفسي ، ولكن ليقل : لقست نفسي " .
[حدثنا ] قال : حدثنيه أبو عبيد عن يحيى بن سعيد ، عن أبيه ، عن هشام بن عروة ، ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم [ ص: 231 ] . عائشة
فالمعنى فيهما واحد ، ولكنه كره قبح اللفظ في خبثت .
وقوله : "يكون في مقنب من مقانبكم " فالمقنب : جماعة الخيل والفرسان ، يريد : أن سعدا صاحب جيوش ومحاربة ، وليس بصاحب هذا الأمر .
وجمع المقنب مقانب ، قال "لبيد " :
وإذا تواكلت المقانب لم يزل بالثغر منا منسر معلوم
قال منسر ومنسر . أبو عبيد :