الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
660 - وقال " أبو عبيد " في حديث "عمر " [رضي الله عنه ] : "أنه كان يسجد على عبقري " [ ص: 292 ] .

قال حدثنيه "يحيى بن سعيد " عن "سفيان " عن "توبة العنبري " عن "عكرمة بن خالد " عن "عبد الله بن عمار " : أنه رأى "عمر " فعل ذلك .

قال "يحيى " : "هو عبد الله بن أبي عمار" ، ولكن "سفيان " قال : "عبد الله بن عمار " .

قال "أبو عبيد " : قوله : "عبقري" هو : هذه البسط التي فيها الأصباغ والنقوش ، والعبقري جمع ، واحدته عبقرية ، وكذلك الرفرف جمع ، واحدته رفرفة ، زعم ذلك "الأحمر " .

قال "أبو عبيد " : وإنما سمي عبقريا - فيما يقال - : إنه نسبه إلى بلاد يقال لها "عبقر" ، يعمل بها الوشي ، وقد ذكروا ذلك في أشعارهم ، قال "ذو الرمة " يصف رياضا ببلاد شبهها بوشي عبقر [فقال ] :


حتى كأن رياض القف ألبسها من وشي عبقر تجليل وتنجيد

وقال "لبيد " في مثل هذا المعنى :


وغيث بدكداك بزين وهاده     نبات كوشي العبقري المخلب

يعني بالمخلب : الكثير الوشي [ ص: 293 ] .

قال " أبو عبيد " : وقد نسبت العرب إلى "عبقر" غير الوشي أيضا ، فقال "زهير " يصف فرسانا :


بخيل عليها جنة عبقرية     جديرون يوما أن ينالوا فيستعلوا

وهو في الحديث المرفوع في ذكر "عمر " : "فلم أر عبقريا يفري فرية " .  

قال "أبو عبيد " : فأراهم ينسبون إليها كل شيء يريدون مدحه ، ويرفعون قدره ، وما وجدنا أحدا يدري أين هذه البلاد ، ومتى كانت ، فالله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية