الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
672 - وقال " أبو عبيد " في حديث " عثمان " - رحمه الله - : "أنه غطى وجهه بقطيفة حمراء أرجوان ، وهو محرم " .

قال : حدثناه " ابن علية " عن "عبد الله بن أبي بكر بن حزم " عن "عبد الله بن عامر بن ربيعة " أنه رأى " عثمان " يفعل ذلك .

قوله : "الأرجوان " : هو الشديد الحمرة ،  ولا يقال لغير الحمرة : أرجوان ، والبهرمان : دونه بشيء في الحمرة ، والمفدم : المشبع حمرة [ ص: 312 ] .

ومنه حديث "عروة " قال : حدثنيه "محمد بن كثير " عن "حماد بن سلمة " عن "هشام بن عروة " عن "أبيه" أنه كره المفدم للمحرم ،  ولم ير بالمضرج بأسا .

قال " أبو عبيد " والمضرج : دون المشبع ، ثم المورد بعده .

قال " أبو عبيد " وفي حديث " عثمان [رضي الله عنه ] " من الفقه : أنه لم ير بالحمرة للمحرم بأسا إذا لم يكن ذلك من طيب .

ومنه حديث "طلحة بن عبيد الله " [رحمه الله ] أنه لبس ثوبين ممشقين ، وهو محرم ، فأنكر ذلك عليه "عمر " فقال : يا أمير المؤمنين ، إنما هما بمشق .

وكذلك حديث " جابر بن عبد الله " : "كنا نلبس الممشق في الإحرام ، إنما هو مدر " [ ص: 313 ] .

وفي الحديث أيضا رخصة في تغطية المحرم وجهه ،  كأنه يرى أن الإحرام إنما هو في الرأس خاصة .

والناس على حديث "ابن عمر " في هذا لقوله : "إن الذقن من الرأس ، فلا تخمروه " فصار الإحرام في الوجه والرأس جميعا .

قال : سمعت محمد [بن الحسن ] يفتي بذلك ، ويحدثه عن "مالك " عن "نافع " عن "ابن عمر " .

التالي السابق


الخدمات العلمية