675 - وقال " " في حديث " أبو عبيد " - رحمه الله - : "أنه بينما هو يخطب ذات يوم ، فقام رجل ، فنال منه ، فوذاه عثمان فاتذا ، فقال له رجل : لا يمنعنك مكان "ابن سلام " أن تسب نعثلا ، فإنه من شيعته " . "ابن سلام "
قال فقلت له : لقد قلت القول العظيم يوم القيامة في الخليفة من بعد "ابن سلام " : "نوح " [ ص: 317 ] .
قال : حدثنيه "يزيد " عن عن "مهدي بن ميمون " عن "محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب " عن " "بشر بن شغاف " " . عبد الله بن سلام
قال "الأموي " و"ابن الكلبي " وغيرهما ، ذكر كل واحد منهم بعض هذا الكلام .
قوله : "فوذاه فاتذأ " ، يقال : وذأت الرجل : إذا زجرته ، وقمعته ، وقوله : "اتذأ " يعني : انزجر .
وقوله : "أن تسب نعثلا" قال إنما قيل له : نعثل ؛ لأنه كان يشبه برجل من أهل "ابن الكلبي " : مصر اسمه "نعثل" وكان طويل اللحية ، فكان " " إذا نيل منه وعيب ، شبه بذلك الرجل ؛ لطول لحيته ، ولم يكونوا يجدون عيبا غير هذا . عثمان
وقال بعضهم : إن "نعثلا" من أهل "أصبهان " ويقال في "نعثل " : إنه الذكر من الضباع .
وأما قول : "الخليفة من بعد "ابن سلام " : نوح " : فإن الناس اختلفوا في معناه .
وأما أنا فإنه عندي أنه أراد بقوله "نوحا " : وذلك لحديث "النبي" - صلى الله عليه وسلم - حين استشار "عمر بن الخطاب " ، "أبا بكر " [ ص: 318 ] و"عمر " [رضي الله عنهما ] في "بدر " فأشار عليه أسارى "أبو بكر " بالمن عليهم ، وأشار عليه بقتلهم ، "عمر " : " إن "أبي بكر " إبراهيم كان ألين في الله من الدهن باللبن" ثم أقبل على ، فقال : "إن "عمر " "نوحا " كان أشد في الله من الحجر " . فقال "النبي" [صلى الله عليه وسلم ] وأقبل على
قال " " : فشبه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبو عبيد "أبا بكر " "بإبراهيم " و"عيسى " حين قال : إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم
وشبه "عمر " "بنوح " حين قال : لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا
فأراد أن " "ابن سلام " " خليفة عثمان . "عمر "
وقوله : "يوم القيامة " ، أراد : يوم الجمعة ، وذلك أن الخطبة كانت يوم جمعة .
ويبين ذلك حديث آخر ، يروى عن "كعب " : "أنه رأى رجلا يظلم رجلا يوم جمعة ، فقال : "ويحك أتظلم رجلا يوم القيامة ؟ " [ ص: 319 ] .