قال : حدثنيه عن "أبو بدر " "عبد الرحمن بن زبيد اليامي " ، عمن حدثه عن "علي " .
ويروى أيضا عن ، عن رجل من أهل "عوف " الكوفة ، عن "علي " .
قال " أبو عبيدة " " و"أبو عمرو " " وغيرهم - دخل كلام بعضهم في بعض - قوله : والأصمعي الذي كان أهل الجاهلية يفعلونه ، حتى نزل القرآن بالنهي عنه ، في قوله [تعالى ] الياسر : هو من الميسر ، وهو : القمار إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه الآية .
وكان أمر الميسر : أنهم كانوا يشترون جزورا ، فينحرونها ، ثم يجزئونها أجزاء ، وقد اختلفوا في عدد الأجزاء ، فقال على عشرة أجزاء ، وقال " "أبو عمرو " : " : على ثمانية وعشرين جزءا ، ولم يعرف " الأصمعي [ ص: 362 ] لها عددا ، ثم يسهمون عليها بعشرة قداح ، لسبعة منها أنصباء ، وهي الفذ ، والتوأم ، والرقيب ، والحلس ، والنافس ، والمسبل ، والمعلى ، وثلاثة منها ليست لها أنصباء ، وهي : المنيح ، والسفيح ، والوغد ، ثم يجعلونها على يدي رجل عدل عندهم ، يجيلها لهم باسم رجل رجل ، ثم يقتسمونها على قدر ما تخرج لهم السهام ، فمن خرج سهمه من هذه السبعة التي لها أنصباء أخذ من الأجزاء بحصة ذلك ، فإن خرج له واحد من الثلاثة ، فقد اختلف الناس في هذا الموضع ، فقال بعضهم : من خرجت باسمه لم يأخذ شيئا ، ولم يغرم ، ولكن يعاد الثانية ، ولا يكون له نصيب ، ويكون لغوا ، وقال بعضهم : بل يصير ثمن هذه الجزور كله على أصحاب هؤلاء الثلاثة ، فيكونون مقمورين ، ويأخذ أصحاب السبعة أنصباءهم على ما خرج لهم ، فهؤلاء الياسرون . أبو عبيدة "
قال ولم أجد علماءنا يستقصون معرفة علم هذا ، ولا يدعونه كله ، ورأيت "أبو عبيد " : أقلهم ادعاء لعلمه . "أبا عبيدة "
قال " : وقد سألت عنه الأعراب ، فقالوا : لا علم لنا بهذا ؛ لأنه شيء قد قطعه الإسلام منذ جاء ، فلسنا ندري كيف كانوا ييسرون . أبو عبيدة "
قال " " : فالياسرون : هم الذين يتقامرون على الجزور ، وإنما كان هذا في أهل الشرف منهم ، والثروة والجدة ، وكانوا يفتخرون به ، وقال أبو عبيد يمدح قوما [ ص: 363 ] : "الأعشى "
المطعمو الضيف إذا ما شتوا والجاعلو القوت على الياسر
وقال "طرفة " :فهم أيسار لقمان إذا أغلت الشتوة أبداء الجزر
يقال : قد فلج عليهم ، وفلجهم ، وقال الراجز في الفالج : والفالج : القامر ،
لما رأيت فالجا قد فلجا
ومما يبين لك أنه أراد بالحرمان في الدنيا "المنيح" حديث يروى عن " " قال : "كنت منيح أصحابي يوم جابر بن عبد الله بدر " [ ص: 364 ] .قال : حدثنيه "محمد بن عبيد " عن عن "الأعمش " "أبي سفيان " عن "جابر " .
[قال ] فكان أصحاب الحديث يحملون هذا على استقاء الماء لهم ، وليس هذا من استقاء الماء في شيء ، إنما أراد أنه لم يأخذ سهما من الغنيمة يومئذ لصغر سنه ، قال "العجاج " يذكر فرسا سبق خيلا :
ساقطها بنفس مريح
عطف المعلى صك بالمنيح
يعني أنه سبقها كما قمر المعلى المنيح ، وقال "الكميت " :
فمهلا يا قضاع فلا تكوني منيحا في قداح يدي مجيل