الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
705 - وقال " أبو عبيد " في حديث "علي " - رحمه الله - : "كنا إذا احمر البأس اتقينا برسول الله [صلى الله عليه وسلم ] ،  فلم يكن أحد منا أقرب إلى العدو منه " .

قال : حدثنيه "أبو النضر " عن "أبي خيثمة " عن "أبي إسحاق " عن "حارثة بن مضرب " عن "علي " .

قال " الأصمعي " : يقال : هو الموت الأحمر ، والموت الأسود ، قال : ومعناه : الشديد . قال : وأرى أصله مأخوذا من ألوان السباع ، كأنه من شدته سبع إذا أهوى إلى الإنسان ، ويقال : هوى ، وقال "أبو زبيد " يصف الأسد :


إذا علقت قرنا خطاطيف كفه رأى الموت بالعينين أسود أحمرا

قال " أبو عبيد " : فكأن عليا أراد بقوله : "احمر البأس " : أنه صار في الشدة والهول مثل ذلك . . [ ص: 372 ] .

ومن هذا حديث "عبد الله بن الصامت " قال : "أسرع الأرض خرابا البصرة ومصر ، قيل : ما يخربهما ؟ قال : القتل الأحمر ، والجوع الأغبر " .

قال " الأصمعي " يقال : هذه وطأة حمراء : إذا كانت جديدا ، ووطأة دهماء : إذا كانت دارسة ، قال "ذو الرمة " :


سوى وطأة دهماء من غير جعدة     ثنى أختها في غرز كبداء ضامر

فكأن المعنى في هذين الحديثين : الموت الشديد ، مع ما يشبه به من ألوان السباع .

التالي السابق


الخدمات العلمية