الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
719 - وقال " أبو عبيد " في حديث " طلحة" - رحمه الله - حين رأى عليه " عمر" ثوبين مصبوغين، وهو محرم، فقال: ما هذا؟ فقال: ليس به بأس يا أمير المؤمنين، إنما هو بمشق".

قال حدثنيه " ابن علية" ، عن ***، عن " نافع" ، عن " أسلم" ، عن [ ص: 12 ] " عمر" [ - رضي الله عنه - ] و " طلحة" [ - رحمه الله - ] .

قوله: " المشق":  يقال منه: ثوب ممشق، وهو المصبوغ بالمغرة، وكذلك قول " جابر بن عبد الله": " كنا نلبس في الإحرام الممشق، إنما هي مدرة، وليست بطيب" ، فلذلك رخص أن يلبسها المحرم.

وفي هذا الحديث من الفقه: أنه إنما كرهت الثياب المصبغة في الإحرام  إذا كانت [قد] صبغت بالطيب كالورس، والزعفران، والعصفر، وما كان ليس بطيب، فلا بأس به.

ومنه حديث " عثمان" أنه غطى وجهه بقطيفة حمراء أرجوان، وهو محرم، وإنما كانت مصبوغة ببعض هذه الأصباغ الحمر من غير طيب.

وإنما كره " عمر" [رضي الله عنه] ذلك له ألا يراه الناس لبس ثوبا مصبوغا، فيلبس الناس المصبغة في الإحرام.

التالي السابق


الخدمات العلمية