الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
724 - وقال " أبو عبيد " في حديث " سعد" - رضي الله عنه - حين قال: " لقد رد رسول الله - صلى الله عليه [وسلم] - التبتل على " عثمان بن مظعون" ولو أذن لنا لاختصينا"   [ ص: 21 ] .

قوله: " التبتل": يعني ترك النكاح،  ومنه قيل " لمريم" البكر البتول، لتركها التزويج، وأصل البتل: القطع، ولهذا قيل: بتلت الشيء: أي قطعته، ومنه قيل للصدقة: يبينها الرجل من ماله صدقة بتة بتلة: أي قد قطعها صاحبها من ماله، وبانت منه.

فكأن معنى الحديث أنه الانقطاع من النسل، فلا يتزوج، ولا يولد له، وقال: " ربيعة بن مقروم الضبي" يصف راهبا:


لو أنها عرضت لأشمط راهب في رأس شاهقة الذرى متبتل [ ص: 22 ]

يعني أنه لا يتزوج، ولا يولد له، وقد روي في قول الله - تبارك وتعالى - : وتبتل إليه تبتيلا

قال: حدثناه " هشيم" ، عن فلان - رجل قد سماه - ، عن " الحسن" في قوله [ - عز وجل - ] وتبتل إليه تبتيلا أي أخلص إليه إخلاصا، ولا أرى الأصل إلا من هذا.

يقول: انقطع إليه بعملك، ونيتك، وإخلاصك.

وقال " الأصمعي": يقال للنخلة إذا كانت فسيلتها قد انفردت منها، واستغنت عنها: مبتل، ويقال للفسيلة نفسها: البتول.

التالي السابق


الخدمات العلمية