الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
729 - وقال " أبو عبيد " في حديث " العباس" - رضي الله عنه - وحديث ابنه " عبد الله" في " زمزم": لا أحلها لمغتسل، وهي حل لشارب وبل"   [ ص: 31 ] .

قال: حدثنا " أبو بكر بن عياش" ، عن " عاصم بن أبي النجود" ، عن " زر بن حبيش" أنه سمع " العباس بن عبد المطلب" يقول ذلك.

قال: وحدثني " ابن مهدي" ، عن سفيان" ، عن " عبد الرحمن بن علقمة" أنه سمع " عبد الله بن عباس" يقول ذلك.

قال: وحدثنا " يحيى بن سعيد" ، عن " عبد الرحمن بن علقمة" أنه سمع " عبد الله بن عباس" يقول ذلك.

قال: وحدثنا " يحيى بن سعيد" ، عن " عبد الرحمن بن حرملة" قال: سمعت " سعيد بن المسيب" يحدث أن " عبد المطلب بن هاشم" حين احتفر " زمزم" قال ذلك، وذلك أنه جعل لها حوضين: حوضا للشرب، وحوضا للوضوء، فعند هذا قال: لا أحلها لمغتسل.

وإنما نراه نهى عن هذا أنه نزه المسجد أن يغتسل فيه من جنابة.

وأما قوله: " بل": فإن " الأصمعي" قال: كنت أقول في " بل" إنه [ ص: 32 ] إتباع، كقولهم: عطشان نطشان، وجائع نائع، [وحسن بسن] حتى أخبرني " معتمر بن سليمان" أن بل - في لغة حمير - : مباح.

قال: " أبو عبيد ": وهو عندي على ما قال " معتمر" ، لأنا قلما وجدنا الإتباع يكون بواو العطف، وإنما الإتباع بغير واو، كقولهم: جائع نائع، وعطشان نطشان، وحسن بسن، وما أشبه ذلك، إنما يتكلم به بغير واو.

وقد كان بعض النحويين يقول في حديث " آدم" [ - عليه السلام - ] أنه لما قتل أحد ابنيه أخاه، مكث مئة سنة لا يضحك، ثم قيل له: حياك الله وبياك، قال: وما بياك؟ قال: أضحكك".

قال: حدثنيه " يزيد" ، عن " حسام بن مصك" ، عن " عمار الدهني" ، عن [ ص: 33 ] " سعيد بن جبير" ، أو عن " سالم بن أبي الجعد" شك " أبو عبيد " بذلك.

فقال: وما بياك؟ قال: أضحكك. فقوله: بياك: أضحكك يبين لك أنه ليس بإتباع، إنما هي كلمة أخرى.

قال: ويقال: إن بل: شفاء، كما يقال: بل الرجل من مرضه: إذا برأ، وأبل، واستبل: إذا برأ.

قال " أبو عبيد ": ومما يحقق هذا المعنى، قوله في " زمزم": إنها طعام طعم، وشفاء سقم [ ص: 34 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية