الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
737 - وقال " أبو عبيد " في حديث " أبي ذر" [ - رحمه الله - ] عند إسلامه، وكان قدم " مكة" هو وأخوه، فذكر أنه كان يمشي نهاره، [ ص: 47 ] فإذا كان الليل سقطت كأني خفاء".

[قال أبو عبيد ] فالخفاء ممدود: وهو الغطاء، وكل شيء غطيته بشيء من كساء أو ثوب، أو غيره، فذلك الغطاء: هو خفاء، وجمعه أخفية،  قال " ذو الرمة":


عليه زاد وأهدام وأخفية قد كاد يجترها عن ظهره الحقب

وفي هذا الحديث أنه قال: " نافر أخي رجلا" فالمنافرة: أن يفتخر الرجلان كل واحد منهما على صاحبه، ثم يحكما بينهما رجلا، كفعل " علقمة بن علاثة" و " عامر بن الطفيل" حين تنافرا إلى " هرم بن قطبة الفزاري" وفي ذلك يقول " الأعشى" يمدح " عامرا" ويحمل على " علقمة" [ ص: 48 ] :


قد قلت شعري فمضى فيكما     واعترف المنفور للنافر

فالمنفور: المغلوب، والنافر: الغالب.

وقد نفره ينفره، وينفره نفرا: إذا غلب عليه.

التالي السابق


الخدمات العلمية