الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
حديث عمار بن ياسر

رضي الله عنه

739 - وقال " أبو عبيد " في حديث " عمار [بن ياسر" - رحمه الله] - حين أوجز الصلاة وقال: إني كنت أغاول حاجة لي".

قال " أبو عمرو": المغاولة: المبادرة في السير وغيره،  وقال " جرير" يذكر رجلا، أغارت عليه الخيل:


عاينت مشعلة الرعال كأنها طير تغاول في شمام وكورا

وقال " معن [بن أوس] " يصف الناقة:


تشج بنا العوجاء كل تنوفة     كأن لها بوا بنهي تغاوله [ ص: 51 ]

قال " أبو عبيد ": ونهي أيضا.

قال " أبو عبيد ": وأصل هذا من الغول: وهو البعد، يقال: هون الله عليك غول هذا الطريق: يعني البعد، والغول أيضا من الشيء يغولك: يذهب بك، قال " لبيد" يذكر ثورا:


ويبري عصيا دونها متلبئة     يرى دونها غولا من الرمل غائلا

وفي هذا الحديث من الفقه: التجوز في الصلاة إذا كان ذلك بإتمام الركوع والسجود،  وقد روي عنه في هذا حديث آخر.

قال: حدثناه " أبو بكر بن عياش" ، عن " عاصم بن أبي النجود" ، عن " زر" عن " عمار" أنه سئل عن ذلك فقال: " إني بادرت الوسواس" [ ص: 52 ] .

قال " أبو عبيد " فرأى تعجيل الصلاة مع السلامة أقرب إلى البر من طولها مع الوسوسة.  

وكذلك حديث " الزبير".

قال: حدثنا " إسحاق الأزرق" ، عن " عوف" ، عن " أبي رجاء العطاردي" ، عن " الزبير" أنه قيل له: ما بالكم يا أصحاب " محمد" أخف الناس صلاة، فقال: " إنا نبادر الوسواس".

التالي السابق


الخدمات العلمية