الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
770 - وقال " أبو عبيد " في حديث " عبد الله" [ - رحمه الله - ] [ ص: 99 ] :

" إياكم وهوشات الليل، وهوشات الأسواق".

وبعضهم يقول: " هيشات السوق".

قال: حدثناه " علي بن عاصم" ، عن " خالد" ، عن " أبي معشر" ، عن " إبراهيم" ، عن " علقمة" ، عن " عبد الله".

قال " أبو عبيدة ": الهوشة: الفتنة، والهيج، والاختلاط.  

ومنه يقال: قد هوش القوم: إذا اختلطوا، وكذلك كل شيء خلطته: فقد هوشته، قال " ذو الرمة" يصف المنازل، وأن الرياح قد اختلفت فيها حتى عفتها، وغيرتها، وخلطت بعض آثارها ببعض، فقال:


تعفت لتهتان الشتاء وهوشت بها نائجات الصيف شرقية كدرا

ومن هذا حديث آخر. قال: بلغني عن " ابن علاثة" بإسناده له يرفعه إن كان [ ص: 100 ] محفوظا.

قال: " من أصاب مالا من مهاوش أذهبه الله في نهابر".

قال: فالمهاوش: كل مال أصيب من غير حله كالسرقة، والغصب، والخيانة، ونحو ذلك، فهو شبيه بما ذكروا من الهوشات، بل هو منها.

وأما النهابر: فإنها المهالك في هذا الموضع، وبعض الناس يرويها: " من أصاب مالا من نهاوش" - بالنون - ولا أعرف هذا، والمحفوظ عندي بالميم.

التالي السابق


الخدمات العلمية