الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
778 - وقال " أبو عبيد " في حديث " عبد الله" [ - رحمه الله - ] [ ص: 114 ] :

" يوشك ألا يكون بين شراف، وأرض كذا وكذا جماء ولا ذات قرن".

قيل: وكيف ذلك؟ قال: يكون الناس صلامات يضرب بعضهم رقاب بعض".

قال: حدثناه " حجاج" ، عن " المسعودي" ، عن " ابن عبد الله بن جعدة" ، عن " أبي عبيدة بن عبد الله" ، عن " أبيه".

قوله: صلامات:  يعني الفرق من الناس يكونون طوائف، فتجتمع كل فرقة على حيالها تقاتل الأخرى، وكل جماعة، فهي صلامة، قال: وأنشدنا " أبو الجراح" [ ص: 115 ] :


صلامة كحمر الأبك


لا ضرع فينا ولا مذك

يريد: مذكيا، وأنشدنا غير " أبي الجراح":


جرية كحمر الأبك

الجرية: إذا كانوا متساوين، والجرية: هم الجماعة أيضا، يقال: عليه جرية من العيال.

وفى هذا المعنى حديث آخر، قال: حدثنيه " حجاج" أيضا، عن " حماد" بن سلمة" ، عن " حميد" قال: " كان يقال: لا تقوم الساعة حتى يكون الناس برازيق"

يعني جماعات، وأنشدني " ابن الكلبي" لبعض " بني تميم" [جهمة بن جندب ابن العنبر بن عمرو بن تميم]


رددنا جمع سابور وأنتم     بمهواة متالفها كثير
تظل جياده متمطرات     برازيقا تصبح أو تغير [ ص: 116 ]

يعني جماعات الخيل.

التالي السابق


الخدمات العلمية