الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
798 - وقال " أبو عبيد " في حديث " حذيفة" في الذي يجد البلل"

قال: أخبرنا " هشيم" قال: أخبرنا " ابن عون": عن " ابن سيرين" ، عن " حذيفة" أنه قال - في الذي يجد البلل بعد الاستبراء   - : " ما هو وهذا عندي إلا سواء، وأخرج طرف لسانه".

قال " أبو عبيد ": وهذا قد يكون في شيئين: أحدهما أن يكون قد أصابته جنابة، فبال بعدها، واستبرأ، واغتسل، ثم رأى بللا، فيقول: ليس ذلك من الجنابة إذا كان بعد البول، كما روي عن " علي" [ - رضي الله عنه - ] أنه قال: إذا اغتسل، ثم رأى شيئا بعد ذلك، فإن كان بال قبل الغسل، فعليه الوضوء، وإذا لم يكن بال، فهذه بقية من جنابته، وعليه إعادة الغسل، فهذا أحد الوجهين.

والوجه الآخر: ألا تكون هاهنا جنابة، ولكنه رجل بال واستبرأ، وتوضأ، ثم رأى بللا، فيقول: ليس هذا بشيء، يذهب إلى مثل قول " عمر" [ ص: 148 ] :

" إني أجده يتحدر مني مثل الخرزة، فما أباليه" ومثل قول " ابن عباس": " إنما ذلك من الشيطان، فإذا توضأت، فرش ثوبك، فإن رأيت شيئا، فقل: هو منه" فأراد " حذيفة" هذا المذهب أنه ليس ببول، إنما هو من الشيطان.

التالي السابق


الخدمات العلمية