الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
حديث عبادة بن الصامت

رحمه الله

812 - وقال " أبو عبيد " في حديث " عبادة [بن الصامت" - رحمه الله - ] " ألا ترون أني لا أقوم إلا رفدا، ولا آكل إلا ما لوق لي، وإن صاحبي لأصم أعمى، وما أحب أن أخلو بامرأة".

قوله: لا أقوم إلا رفدا،  يقول: لا أقدر على القيام إلا أن أرفد، فأعان عليه، وكل من أعان شيئا حتى يرتفع، فقد رفده، ولهذا سميت رفادة السرج، لأنها تدعم السرج من تحته حتى يرتفع، ولهذا قيل: قد رفدت الرجل: إذا أعنته، وأحسنت إليه.

وقوله: لا آكل إلا ما لوق لي: هو مأخوذ من اللوقة: واللوقة: الزبدة في قول " الكسائي". و " الفراء". وقال " ابن الكلبي": وهو الزبد بالرطب، وفيه لغتان: لوقة وألوقة [ ص: 166 ] .

وأنشدني لرجل من " عذرة":


وإني لمن سالمتم لألوقة وإني لمن عاديتم سم أسود

وقال غيره:


حديثك أشهى عندنا من ألوقة     تعجلها ظمآن شهوان للطعم

والذي أراد " عبادة" بقوله: لوق لي: يقول: لين لي من الطعام حتى يصير كالزبد في لينه: يعني أنه لا يقدر على غير ذلك من الكبر.

وقوله: وإن صاحبي لأصم أعمى:  يعني الفرج. أنه لا يقدر على شيء، ولا يعرفه. يقول: وأنا مع هذا أكره أن أخلو بامرأة [ ص: 167 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية