قال: حدثناه " يحيى بن سعيد" ، عن " ثور" ، عن " خالد بن معدان" ، قال: قال " ثور": حدثنيه رجل عن " أبي هريرة" يرفعه.
قال " أبو عمرو": الصوى: أعلام من حجارة منصوبة في الفيافي المجهولة، فيستدل بتلك الأعلام على طرقها، وواحدتها صوة.
وقال " الأصمعي": الصوى: ما غلظ وارتفع من الأرض، ولم يبلغ أن يكون جبلا، وقول " أبي عمرو" أعجب إلي في هذا، وهو أشبه بمعنى الحديث، لأن الأرض المرتفعة لا تكون أعلاما، وعلى هذا تأويل الأشعار، قال " لبيد":
ثم أصدرناهما في وارد صادر وهم صواه قد مثل
[مثل] : يعني انتصب في وارد، الوارد والصادر يعني به الطريق، وقال الشاعر:ودوية غبراء خاشعة الصوى لها قلب عفى الحياض أجون [ ص: 206 ]
صواها قد خشعت، وتواضعت من طول الزمان، وقال " أبو النجم":
بين طريق الرفق القوافل
وبين أميال الصوى المواثل
[وهو كثير في الشعر] .قال " أبو عبيد ": فأراد أن للإسلام صوى: يعني علامات وشرائع يعرف الإسلام بها كمنار الطريق، فذكر شهادة أن لا إله إلا الله، وإقام الصلاة، وغير ذلك من الشرائع.


