قال: حدثناه " يزيد" ، عن " عمران بن حدير" ، عن " بحر بن سعيد" ، عن " بشير بن نهيك" ، عن " أبي هريرة".
قوله: الخافت: يعني الذي قد لان ومات، ولهذا قيل للميت: قد خفت: إذا انقطع كلامه وسكت، قال الشاعر:
حتى إذا خفت الدعاء وصرعت قتلى كمنجدل من الغلان
وهذا مثل الحديث المرفوع: " مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع تميلها الريح مرة [ ص: 224 ] هكذا ومرة هكذا". يعني الغضة الرطبة [69 م] .قال " أبو عبيد ": وإنما يراد من هذا الحديث أن المؤمن مرزأ، تصيبه المصائب في نفسه، وأهله، وماله، وليس كما جاء الحديث في الكافر: " مثله كالأرزة المجذية على الأرض حتى يكون انجعافها مرة". والأرزة شجر طويل يكون في جبل اللكام، وتلك الجبال.
وبعضهم يروي حديث " أبي هريرة": " كمثل خافة الزرع" بالهاء، فإن كان هذا هكذا، فلا أدري ما هو، ومن روى: " خافتة الزرع" فهو مثل خافت، وهو الصواب.


