قال " أبو عبيد ": هذا عندنا مثل ضربه، لأن الطهو في كلامهم إنضاج الطعام، يقال منه: طهوت اللحم أطهاه طهوا، وهو رجل طاه من قوم طهاة، قال " امرؤ القيس" [ ص: 231 ] :
فظل طهاة اللحم من بين منضج صفيف شواء أو قدير معجل
قال " أبو عبيد ": فنرى أن " أبا هريرة" جعل إحكامه للحديث، وإتقانه إياه، كالطاهي المجيد المنضج لطعامه، يقول: فما كان عملي إن كنت لم أحكم [أنا] هذه الرواية التي حكيتها عن " النبي" [ - صلى الله عليه وسلم - ] كإحكام ذلك الطاهي للطعام؟قال " أبو عبيد ": وكان وجه الكلام أن يقول: فما طهوي، أو فما كان إذا طهوي، ولكن الحديث جاء على هذا اللفظ.


