اللوائح والطوالع واللوامع
قال الأستاذ هذه الألفاظ متقاربة المعنى لا يكاد يحصل بينها كبير فرق وهي من صفات أصحاب البدايات الصاعدين في الترقي بالقلب فلم يدم لهم بعد ضياء شموس المعارف لكن الحق سبحانه وتعالى يؤتي رزق قلوبهم في كل حين كما قال ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا فكلما أظلم عليهم سماء القلوب بسحاب الحظوظ سنح لهم فيها لوائح الكشف وتلألأ لوامع القرب وهم في زمان سترهم يرقبون فجأة اللوائح فهم كما قال القائل:
يا أيها البرق الذي يلمع من أي أكناف السما تسطع
فتكون أولا لوائح ثم لوامع ثم طوالع فاللوائح كالبروق ما ظهرت حتى استترت كما قال القائل:افترقنا حولا فلما التقينا كان تسليمه علي وداعا
يا ذا الذي زار وما زارا كأنه مقتبس نارا
مر بباب الدار مستعجلا ما ضره لو دخل الدارا؟
واللوامع أظهر من اللوائح وليس زوالها بتلك السرعة فقد تبقى اللوامع وقتين وثلاثة ولكن كما قالوا:
والعين باكية لم تشبع النظرا
[ ص: 187 ] وكما قالوا:لم ترد ماء وجهه العين إلا شرقت قبل ريها برقيب
فالليل يشملنا بفاضل برده والصبح يلحفنا رداء مذهبا
[ ص: 188 ]