الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ومنهم أبو عبد الله أحمد بن يحيى الجلاء بغدادي الأصل أقام بالرملة ودمشق من أكابر مشايخ الشام  صحب أبا تراب وذا النون وأبا عبيد البسري وأباه يحيى الجلاء.

سمعت محمد بن الحسين رحمه الله يقول: سمعت محمد بن عبد العزيز الطبري يقول: سمعت أبا عمر الدمشقي يقول: سمعت ابن الجلاء يقول قلت لأبي وأمي: أحب أن تهباني لله عز وجل فقالا: قد وهبناك لله عز وجل، فغبت عنهما مدة فلما رجعت كانت ليلة مطيرة فدققت الباب ، فقال لي أبي: من ذا؟ قلت: ولدك أحمد فقال: كان لنا ولد فوهبناه لله تعالى ونحن من العرب لا نسترجع ما وهبناه ولم يفتح لي الباب.

وقال ابن الجلاء : من استوى عنده المدح والذم فهو زاهد، ومن حافظ على الفرائض في أول مواقيتها فهو عابد، ومن رأى الأفعال كلها من الله عز وجل فهو موحد لا يرى إلا واحدا.

ولما مات ابن الجلاء نظروا إليه وهو يضحك فقال الطبيب: إنه حي ثم نظر إلى مجسته فقال: إنه ميت ثم كشف عن وجهه فقال: لا أدري أهو ميت أم حي، وكان في داخل جلده عرق على شكل الله.

وقال ابن الجلاء رحمه الله: كنت أمشي مع أستاذي فرأيت حدثا جميلا فقلت: يا أستاذ ترى يعذب الله هذه الصورة؟ فقال: أونظرت إليه؟ سترى غبه ، قال: فنسيت القرآن بعده بعشرين سنة. [ ص: 85 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية