الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ومنهم أبو عبد الله محمد بن الفضل البلخي ساكن سمرقند بلخي الأصل  ، أخرج منها فدخل سمرقند ومات بها وصحب أحمد بن خضرويه وغيره، وكان أبو عثمان الحيري يميل إليه جدا، مات سنة تسع عشرة وثلاثمائة.

سمعت الشيخ أبا عبد الرحمن السلمي رحمه الله يقول: سمعت أحمد بن محمد الفراء يقول: سمعت أبا بكر بن عثمان يقول: كتب أبو عثمان الحيري إلى محمد بن الفضل يسأله ما علامة الشقاوة؟ فقال: ثلاثة أشياء يرزق العلم ويحرم العمل، ويرزق العمل ويحرم الإخلاص، ويرزق صحبة الصالحين ولا يحترم لهم، وكان أبو عثمان الحيري يقول: محمد بن الفضل سمسار الرجال سمعت محمد بن الحسين يقول: سمعت عبد الله الرازي يقول: سمعت محمد بن الفضل يقول: الراحة في السجن من أماني النفوس، سمعت محمد بن الحسين يقول: سمعت أبا بكر الرازي يقول: سمعت محمد بن الفضل يقول: ذهاب الإسلام من أربعة لا يعملون بما يعلمون، ويعملون بما لا يعلمون، ولا يتعلمون ما لا يعلمون ويمنعون الناس من التعلم،  وبهذا الإسناد قال العجب ممن يقطع المفاوز ليصل إلى بيته فيرى آثار النبوة كيف لا يقطع نفسه وهواه ليصل إلى قلبه فيرى آثار ربه وقال: إذا رأيت المريد يستزيد من الدنيا، فذلك من علامات إدباره، [ ص: 88 ]

وسئل عن الزهد فقال: النظر إلى الدنيا بعين النقص والإعراض عنها تعززا وتظرفا وتشرفا.
  [ ص: 89 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية