الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ومنهم خير النساج صحب أبا حمزة البغدادي ولقي السري ، وكان من أقران أبي الحسن النوري إلا أنه عمر عمرا طويلا وعاش كما قيل مائة وعشرين سنة وتاب في مجلسه الشبلي والخواص ، وكان أستاذ الجماعة،  وقيل: كان اسمه محمد بن إسماعيل من سامرة ، وإنما سمي خيرا النساج لأنه خرج إلى الحج فأخذه رجل على باب الكوفة: وقال أنت عبدي واسمك خير، وكان أسود فلم يخالفه واستعمله الرجل في نسج الخز، فكان يقول: له يا خير فيقول لبيك، ثم قال له الرجل بعد سنتين: غلطت لا أنت عبدي ولا اسمك خير فمضى وتركه، وقال: لا أغير اسما سماني به رجل مسلم.

وقال: الخوف سوط الله يقوم به أنفسا قد تعودت سوء الأدب.  

سمعت الشيخ أبا عبد الرحمن السلمي رحمه الله يقول: سمعت أبا الحسن القزويني يقول: سمعت أبا الحسين المالكي يقول: سألت من حضر موت خير النساج عن أمره؟ فقال: لما حضرت صلاة المغرب غشي عليه ، ثم فتح عينيه ، وأومأ في ناحية البيت وقال: قف عافاك الله فإنما أنت عبد مأمور ، وأنا عبد مأمور ، وما أمرت به لا يفوتك وما أمرت به يفوتني [ ص: 114 ] ، ودعا بماء فتوضأ للصلاة وصلى ، ثم تمدد وغمض عينيه وتشهد ومات ، فرئي في المنام فقيل له: ما فعل الله بك؟ فقال لسائله: لا تسألني عن هذا ولكن استرحت من دنياكم الوضرة. [ ص: 115 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية