الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ومنهم أبو بكر بن جحدر الشبلي بغدادي المولد والمنشأ ، وأصله من أسروشنة ، صحب الجنيد ومن في عصره ، وكان شيخ وقته حالا وظرفا وعلما، مالكي المذهب  ، عاش سبعا وثمانين سنة ، ومات سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة، وقبره ببغداد، ولما تاب الشبلي في مجلس خير النساج أتى دوماوند وقال: كنت والي بلدكم فاجعلوني في حل، وكانت مجاهداته في بدايته فوق الحد.

سمعت الأستاذ أبا علي الدقاق رحمه الله يقول: بلغني أنه اكتحل بكذا وكذا من الملح ليعتاد السهر، ولا يأخذه النوم، ولو لم يكن من تعظيمه للشرع إلا ما حكاه بكران الدينوري في آخر عمره لكان كثيرا.

سمعت الشيخ أبا عبد الرحمن السلمي يقول: سمعت أبا العباس البغدادي يقول: كان الشبلي رحمه الله يقول في آخر أيامه: [ ص: 117 ]


وكم من موضع لو مت فيه لكنت به نكالا في العشيرة



وكان الشبلي إذا دخل شهر رمضان جد فوق جد من عاصره ويقول: هذا شهر عظمه ربي فأنا أول من يعظمه.

سمعت الأستاذ أبا علي يحكي ذلك عنه. [ ص: 118 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية