الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              باب: حزم .

                              حدثنا موسى، حدثنا حماد بن سلمة، عن هشام، عن عروة، عن الزبير، أن النبي صلى الله عليه قال: "لأن يأخذ أحدكم أحبله فيأتي بحزمة من حطب فيبيعها خير من أن يسأل الناس"   .

                              حدثنا أحمد بن أسد الخشني، حدثنا معن، حدثني عبد الرحمن بن أبي بكر، عن يوسف بن يعقوب، عن أبي الصباح، أن رجلا، سأل النبي صلى الله عليه ما الحزم؟ قال: "تستشير أهل الرأي، ثم تطيعهم" .

                              حدثنا الهيثم بن خارجة، حدثنا إسماعيل، عن الزبيدي، عن الزهري، عن عنبسة، سمع أبا هريرة، قال: قدم أبان بن سعيد على النبي صلى الله عليه بعد ما فتح خيبر في أصحابه وإن حزم خيلهم الليف .

                              [ ص: 476 ] حدثنا أبو بكر، حدثنا أبو أسامة، عن زكريا، عن ابن إسحاق، عن هانئ بن هانئ، سمعت عليا، يقول:


                              اشدد حيازيمك للمو ت فإن الموت لاقيكا     ولا تجزع من الموت
                              إذا حل بواديكا



                              قوله: "فيأتي بحزمة حطب"،  أي جماعة مشدودة، حزمته أحزمه حزما قوله: ما الحزم؟ هو ضبط الرجل أمره، حزم حزامة، فهو حازم قوله: وإن حزم خيلهم، هو معروف، هو السرج بمنزلة الوضين للرحل، والمحزم موضع الحزام قوله: اشدد حيازيمك للموت، الواحد فيما أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: حيزوم، والحيازيم واحدها حيزوم والحزيم: الجوشن، والجؤشوش والكلكل: هو ما بين الثديين من الصدر قال ذو الرمة:


                              تعتادني زفرات حين أذكرها     تكاد تنقض منهن الحيازيم



                              [ ص: 477 ] تعتادني زفرات: مرة بعد مرة زفر ونحط: كالأنين .

                              تنقض: تتقد، وأنشدنا أبو نصر:


                              وحالت اللأواء دون نشغتي     على حيازيمي وعضت لبتي

                              .

                              [ ص: 478 ]

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية