الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              باب: سمد .

                              حدثنا أبو نعيم، عن عمران بن زائدة، أخبرني أبي، عن أبي خالد الوالبي: " خرج علينا علي ونحن قيام، فقال: ما لكم سامدين؟   " .

                              حدثنا مسدد، حدثنا عبد الله بن داود، عن موسى بن عبيدة، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر: " بلغ عمر أن رجلا، يسمد أرضه بعذرة الناس، فقال: "أما يرضى أحدكم حتى يطعم الناس ما يخرج منهم" قوله: "ما لكم سامدين؟"  السمود: السهو والغفلة وسمعت ابن الأعرابي يقول: السمود: الرجل يغني فيبهت، ينظر كالساهي الغافل والسامد في الخير والشر لا يلتفت إلى غيره وقال الله تعالى: وأنتم سامدون .

                              حدثنا أبو بكر، حدثنا وكيع، عن إسرائيل، عن ابن عباس: قوله: سامدون   " قال: لاهون معرضون " وأعلى المفسرين على ذلك [ ص: 521 ] أخبرنا سلمة، عن الفراء: قوله سامدون قال: لاهون  أخبرنا الأثرم، عن أبي عبيدة: سامدون يقال: دع عنك سمودك وأنشدنا ابن الأعرابي:


                              قيل: قم فانظر إليهم ثم دع عنك السمودا



                              قال إبراهيم: وسمعت فيه بوجه آخر .

                              حدثنا أبو كريب، عن الأشجعي عن سفيان، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عباس: قوله: " سامدون " هو الغناء، وهي يمانية اسمد لنا تغن، ومثله قول الشاعر:


                              وتخال العزيف فيها غناء     لندامى من شارب مسمود



                              قال إبراهيم: وسمعت فيه بوجه ثالث .

                              حدثنا عبيد الله بن عمر، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: قوله سامدون : "غضاب مبرطمون" [ ص: 522 ] قال إبراهيم: وهذا كله قد روي والقول في معنى الحديث حديث علي قول ابن الأعرابي: السمود رفع الرأس قائما فأما اللهو والغناء والغضب ليس من قيام ينتظرون الصلاة في شيء قوله: "بلغ عمر أن رجلا يسمد أرضه"  السماد: ما قوي به الزرع من تراب، أو غيره وسمعت ابن الأعرابي يقول: السمد: دوام السير وأنشد:


                              ما زال إسآد المطي سمدا     يستلب السير استلابا مسدا



                              وقال آخر:


                              يصبحن بعد الطلق التحريد     وبعد سمد القرب المسمود



                              [ ص: 523 ] وقال أبو جحوش: سمدت سمودا: علوت أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: اسمأد من الغضب اسمئدادا إذا انتفخ .

                              [ ص: 524 ]

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية