الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              الحديث التاسع والثلاثون:

                              باب: شكم .

                              ابن أبي عمر، حدثنا سفيان، عن إبراهيم بن ميسرة، عن طاوس، عن ابن عباس، وحدثنا عفان، حدثنا حماد، عن أبي جعفر الخطمي: " أن النبي صلى الله عليه احتجم وقال: "اشكموه"   .

                              حدثنا موسى، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن عبد الله بن رباح، " نزلنا براهب فأتينا بطعام، فأكل القوم غيري، فقال الراهب: ما لك؟ فقلت إني صائم قال: ألا أشكمك على صومك شكيمة، توضع مائدة يوم القيامة، فأول من يأكل منها الصائمون " قوله: "اشكموه"  أي جازوه بشيء .

                              أخبرنا أبو نصر، عن الأصمعي: اشكموه: جازوه بشيء [ ص: 538 ] وسمعت ابن الأعرابي: الشكم: العطاء للمكافأة والشكد العطاء لغير مكافأة ويقال: لأشكمنك شكمك، ولأقنونك قناوتك ولأنجزنك نجيزتك أي لأعاقبنك، قال الشاعر:


                              أبلغ قتادة غير سائله منه الثواب وعاجل الشكم



                              قال الأموي: الشكم: الجزاء والشكد: العطاء وقال الكسائي: الشكم: العوض، والأوس مثله يقال: أسته أوسا، وعضته عوضا قال أبو عمرو، عن الأسدي قال: الشكد: أن يسأل الحي فيعطونه القدح أو القبضة، شكد يشكد شكدا قال أبو عمر: شكمه يشكمه شكما، والشكم جزاء لما كان قبل ذلك، والشكم: الغضبان قال أبو صخر:


                              جهم المحيا عبوس باسل شرس     ورد قصاقصة رئبالة شكم

                              .

                              [ ص: 539 ]

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية