الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              باب: خشب .

                              حدثنا عثمان، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو: "إذا ظهرت بيوت مكة على أخاشبها فخذ حذرك"   .

                              حدثنا المسيب بن سويد، حدثنا أبو شهاب، عن يونس، عن نافع، عن ابن عمر: "أنه كان يصلي خلف الخشبية، والخوارج"   .

                              حدثنا علي، أخبرنا شعبة، عن قتادة، عن أبي عثمان: كتب عمر: "اخلولقوا واخشوشنوا واخشوشبوا" قوله: "على أخاشبها"  وأخشبيها يريد جبلين بمكة أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: الأخشب جبل وأنشدنا:


                              تكسو حروف حاجبيه الأثلبا يهامر السهل ويولي الأخشبا

                              .

                              [ ص: 545 ] وصف حميرا يتبعها فحلها فهي تكسو بحوافرها حاجبيه الأثلب: التراب يهامر السهل: من شدة عدوه كأنه يجرفه جرفا يهمره همرا أو الرجل إذا أعطى عطاء كثيرا قيل: همر يهمر ويولي حافره الجبل وهو الأخشب قوله: "يصلي خلف الخشبية"  ضرب من الرافضة، وقيل الذين يرون الخروج على من خالفهم بالخشب، وقيل الذين حفظوا خشبة زيد بن علي حين صلب وسمعت أبا نصر يقول الخشبية أصحاب المختار بن أبي عبيد،  وأنشدنا:


                              لقد وجدت مصعبا مستصعبا     حين رمى الأحزاب والمحزبا



                              والخشبي الأعجم المخشبا قوله: "واخشوشنوا"  يقول: البسوا الخلقان والخشن " .

                              [ ص: 546 ] واخشوشبوا" كلوا الغليظ من الطعام والأخشب: مكان من القف غليظ أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: الخشيب: السيف الذي بدئ طبعه ولم يتم عمله يقال: ما أخشب: ما شقت خشيبته، فكثر ذلك حتى صار الخشيب عند كثير من العرب الصقيل والصقيل: الحديث العهد بالصقال والقدح إذا بري أول برية قد خشب فهو خشيب وقال:


                              جمعت إليه نثرتي ونجيبتي     ورمحي ومشقوق الخشيبة صارما



                              وفلان يخشب الشعر يمره كما يجيئه لا يتنوق فيه والخشبة: البردة الأولى قال:

                              في قترة من أثل ما تخشبا [ ص: 547 ] القترة: حفرة الرامي وصف أنه عملها من أثل ما تخشبا والتخشب عمل لا يتنوق فيه يقال: خشب فلان بناءه خشبا .

                              [ ص: 548 ]

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية