الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              باب: نهك .

                              حدثنا سريج بن النعمان، حدثنا أبو عقيل، عن حفص بن عثمان: " كتب عمر إلى أبي موسى: بلغني أن ضبة، تداعوا يا لضبة فأنهكهم عقوبة حتى يتفرقوا، إذا لم يفقهوا   " .

                              حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا ابن أبي أويس، حدثني أخي، عن سليمان، عن ابن أبي عتيق، عن ابن شهاب، عن عمر بن عبد العزيز، عن حديث نوفل بن مساحق: " أن عمر، ضرب عثمان بن حنيف حتى خضبه ثم ندم فقال عثمان: "لا يهولك فوالله إني لأنتهك ممن وليتني أكثر مما انتهكت مني" قوله: "النهك"  مبالغة الجهد كما قال سعيد بن عامر: انهكوا وجوه العدو أي ابلغوا الجهد فيهم ونهكته الحمى: تنقصته فهو منهوك، [ ص: 599 ] أخبرنا عمرو، عن أبيه: نهكته الحمى نهك ينهك  أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: النهك أن تبالغ، في العمل، وإن بالغت في شتم العرض قال: انتهك عرضه، ونهكته الحمى نهكة شديدة، ورأيت فلانا منهوكا إذا بلغ منه المرض، وأنكهه عقوبة أي أبلغ في عقوبته، وما ينهك فلان الطعام أي يشتد أكله والنهيك: الشجاع لأنه ينهك عدوه نهيك: بين النهاكة ورجل منهوك البدن: بين النهكة قوله: "إني لأنتهك ممن وليتني"  انتهكت حرمة فلان إذا نيلت بما لا يحل ومررت برجل ناهيك من رجل أي قد انتهى في كماله الغاية قال الكسائي: ومثله حسبك من رجل، وكافيك، وجازيك، وهمك وشرعك قال:


                              هو الشيخ الذي حدثت عنه نهاك الشيخ مكرمة وفخرا



                              [ ص: 600 ] أنشدنا عمرو:


                              نواهك بيوت الحياض إذا غدت     عليه وقد ضم الضريب الأفاعيا



                              وصف إبلا فقال: نواهك تنهك: تشرب بيوت الحياض: ما بات منه الماء فيها، تشربه لا تعافه والضريب: الجليد وقد ضم الأفاعي في الجحرة من البرد أخبرنا عمرو، عن أبيه: " نهكت فلانا بالشيء: تزيده على متاع يستام به أو الدابة تقول: نهك القوم بشيء فهو أطيب لأنفسهم ونهكته الحمى وقال الأصمعي: النهيك: الشجاع نهك نهاكة والغشمشم: الذي يركب رأسه والصهميم مثله والمرير: الشديد القلب والحميز مثله والرابط الجأش: يربط نفسه عن الفرار والشهم: الذكي ومثله النزق والأصمع [ ص: 601 ] والمشهوم: الحديد الفؤاد. قال الفراء: الذمر: الشجاع ورجل ثبت القدم إذا ثبت في قتال أو كلام. وقال الكسائي: الصمع: الشجاع. قال أبو عمرو: مخش ومخشف: الجريء .

                              [ ص: 602 ]

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية