الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              باب: بغى .

                              حدثنا مسدد، حدثنا سفيان، عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن ابن مسعود: "أن النبي صلى الله عليه نهى عن مهر البغي"   .

                              حدثنا نصر بن علي، حدثنا مرحوم، حدثنا سهيل، أو سهل، عن أبي الوليد، عن بلال بن أبي بردة، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى الله عليه: "لا يبغي الناس إلا ولد بغي" .

                              حدثنا عثمان، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس: "لو بغى جبل على جبل لجعل الباغي منهما دكا" .

                              حدثنا محمد بن إسحاق، عن محمد بن عمر، حدثني عمر بن عثمان، عن سلمة بن عبد الله بن عمر: "شهد أبو سلمة أحدا فجرح فأقام شهرا يداوي جرحه حتى رأى أنه قد برأ، ودمل على بغي لا يدري به" .

                              [ ص: 604 ] حدثنا محمد بن الصباح، أخبرنا سفيان، عن يحيى، عن القاسم بن محمد، عن ابن عباس: " أتاه رجل فقال: ما يحل لي من مال يتيمي؟ قال: إن كنت تبغي ضالتها وتلوط حوضها فاشرب من لبنها غير ناهب في حلب " قوله: "مهر البغي"  هي المرأة الزانية، والاسم البغاء، وقال الله تعالى: ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء .

                              حدثنا مسدد، حدثنا عبد الواحد، حدثنا الأعمش، حدثنا أبو سفيان، عن جابر: "كانت لعبد الله بن أبي جارية، فكان يكرهها على البغاء فكانت تكسب عليه" أخبرنا سلمة، عن الفراء: البغاء: الزنى أخبرنا الأثرم، عن أبي عبيدة: البغاء مصدر البغي وهو الزنى أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: يقال: بغت المرأة تبغي بغاء - ممدودا - إذا فجرت قال:

                              [ ص: 605 ]

                              لذي رشدة من أمه أو لبغية فيغلبها فحل على النسل منجب



                              وللبغايا وجه ثان، أخبرني به أبو نصر، عن الأصمعي: يقال: قامت البغايا على رءوسهم يعني الإماء، الواحدة بغي وأنشدنا:


                              والبغايا يركضن أكسية الإضـ     ـريح والشرعبي ذا الأذيال



                              الإضريح: ضرب من الخز والشرعبي: برود وللبغايا وجه ثالث أخبرنا عمرو، عن أبيه، عن القشيري: البغايا: الطلائع، الواحدة بغية قال أبو عمرو: قد تقدمت البغايا يعني الطلائع أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: البغايا: الطلائع وقال طفيل:


                              فألوت بغاياهم بنا وتباشرت     إلى جيش عرض غير أن لم يكتب



                              قوله: البغايا: الربايا .

                              [ ص: 606 ] ألوت بنا: أشارت إلى جيش عرض: ذهب هذا الجيش عرضا لم يجعل له كتائب أي ربايا فجعلوا يتباشرون بنا، وظنوا أنا عير فيها بز أخبرنا عمرو، عن أبيه: البغيبغ: الغدير القريب القعر وأنشد:


                              فصبحت بغيبغا تغاديه     ذا حبب تحضر كف عافيه



                              والبغيبغ من الظباء: التيس إذا كان ساحا سمينا قوله: "لو بغى جبل على جبل"  أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: بغى الرجل على صاحبه يبغي بغيا وذلك أن يحمله على ما يكره مقتدرا قوله اندمل جرحه على بغي أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي، يقال: بغى الجرح يبغي بغيا إذا ترامى إلى فساد ودفعنا بغي السماء خلفنا أي: شدتها وعظم مطرها قوله: "تبغي ضالتها"  أي تطلب ما ضل منها .

                              [ ص: 607 ] أخبرنا سلمة، عن الفراء يقال: ابغني نارا، ابغني ثوبا، المعنى ابتغه لي وحدك، وأبغني الشيء: ابتغه معي: أعني فإذا جئت ب "لي" قلت ابغ لي الشيء ولم تهمز أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي يقال: بغى الرجل ضالته يبغيها بغاية وارتدت على فلان بغيته أي طلبته، وذلك إذا لم يجد ما طلب وفلان ذو بغاية للكسب إذا كان يبغي ذلك، قال أبو ذؤيب:


                              بغاية إنما يبغي الصحاب من ال     فتيان في مثله الشم الأناجيح



                              وقال الهذلي:


                              وكانت لهم في أهل نعمان بغية     وهمك ما لم تمضه لك منصب



                              أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: إذا انشقت الطلعة فخرجت بيضاء قيل: غضة بغوة .

                              [ ص: 608 ] أخبرنا عمرو، عن أبيه، عن الفهمي قال: الوبغ: زغب الريش الأسفل، والوبغ داء في الإبل، والبوغاء: التراب، والبوغاء: الغوغاء   .

                              [ ص: 609 ]

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية