الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              باب: طلح .

                              حدثنا يحيى، حدثنا ابن المبارك، عن عبد الله بن عقبة، عن عطاء بن دينار، عن أبي إدريس، سمعت فضالة بن عبيد، سمعت عمر، عن النبي صلى الله عليه: " الشهداء أربعة: فرجل لقي العدو فكأنما يضرب جلده بشوك الطلح من الجبن إذ جاءه سهم غرب فقتله " قوله: "بشوك الطلح"  هو شجر أم غيلان كذا أخبرنا سلمة، عن الفراء أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: الطلح شجر له شوك.  أخبرنا الأثرم، عن أبي عبيدة: الطلح شجر عظام كثير الشوك وأنشدنا:


                              بشرها دليلها وقالا غدا ترين الطلح والظلالا



                              [ ص: 631 ] قوله: وطلح منضود " هو الموز،  وهو لا شوك له والطلح غير منضود، وإنما ذلك في الموز، نضد بعضه على بعض .

                              حدثنا عبيد الله، عن يزيد بن زريع، عن التيمي، عن أبي سعيد الرقاشي، سألت ابن عباس عن الطلح، فقال: "هو الموز" وهو قول علي، وأبي سعيد، وأبي هريرة، ومجاهد، وعكرمة، والحسن، وقسامة، وقتادة أخبرنا سلمة، عن الفراء: وطلح " قال: زعم المفسرون أنه الموز أخبرنا الأثرم، عن أبي عبيدة: زعم المفسرون أنه الموز قال إبراهيم: والذين قالوا: هو الموز هو غير معنى الحديث لقوله بشوك الطلح فلعله اسم لشجر شوك وللموز وقال أبو نصر: الطلح: النعمة والصلاح قال الأعشى:

                              [ ص: 632 ]

                              كم رأينا من أناس هلكوا     ورأينا المرء عمرا بطلح



                              يعني عمرو بن هند وقال أبو عمرو: إنه لطلح سفر وعمل إذا كل وسمعت أبا نصر يقول: الطليح المعيي وأنشدنا:


                              قلت لغنس قد ونت طليح     عوجاء من تتابع التطريح



                              وأنشدنا:


                              وتراها تشكو الكلال وقد كا     نت طليحا تحذى صدور النعال



                              وقال أبو عبيدة: الطلح: القراد، والبرام، والعل، والحمك، والحلم، والطحل والقردان، والحمنان .

                              [ ص: 633 ]

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية