الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              الحديث السابع والعشرون:

                              باب: نعر .

                              حدثنا دحيم، حدثنا ابن أبي فديك، عن ابن أبي حبيبة، عن داود بن حصين، عن عكرمة، عن ابن عباس، كان النبي صلى الله عليه يقول: "أعوذ بالله من شر عرق نعار، ومن حر النار"   .

                              حدثنا موسى، حدثنا حماد، عن عطاء، عن أبي البختري: صلى بنا مصعب، فلما فرغ رفع صوته بالتكبير والتهليل، فقال عبيدة: " قاتله الله، نعار بالبدع .

                              حدثنا علي بن مسلم، حدثنا أبو داود، حدثنا أبو الفضل الباهلي، حدثني أبو قلابة، عن يزيد بن أصرم، سمعت عليا، يقول: "اللهم سلط عليهم غلام ثقيف، ذيال، ميال، به عرنة" يعني نعرة تعتري الملك .

                              [ ص: 452 ] قوله: "من شر عرق نعار"  أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: يقال: نعر العرق نعرا ونعرانا بالدم إذا لم يرقأ، يريد اهتز بالدم وأنشد:


                              وبج كل عاند نعور أجوف ذي قوارة فؤور



                              وصف ثورا طعن كلابا فبج: شق كل عرق لا يرقأ عاند: يفوح بالدم نعور: نعر العرق ينعر إذا دفع بالدم أجوف: واسع ذي قوارة يفور قوله: "نعار بالبدع"  يقال: نعر الناعر، إذا صاح، قال أبو نصر: نعر ينعر نعيرا أخبرنا عمرو، عن أبيه يقال: إنه لنعر إذا كان شديد الغضب قوله: "به نعرة"  ذباب الحمير أزرق، فيرفع الحمار إذا دخل في أنفه رأسه، فشبه المتكبر به وقال أبو زيد: لأطيرن نعرتك، وهي الخيلاء أخبرنا عمرو، عن أبيه: يقال: مطرنا في نعرة الصيف، أي في أوله، ونعرة الربيع والنعرة: ذباب، وأنشدنا:

                              [ ص: 453 ]

                              فظل يرنح في غيطل     كما يستدير الحمار النعر



                              يرنح: يميل كالسكران غيطل: شجر ملتف، والغيطلة: الجلبة، وقال آخر:


                              بعازب النبت يرتاح الفؤاد له     رأد النهار لأصوات من النعر



                              أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: النعور: الريح التي تفجؤك ببرد، وأنت في حر، أو بحر وأنت في برد بنفح شديد .

                              [ ص: 454 ]

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية