الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                        صفحة جزء
                        90 - بديل بن ورقاء الخزاعي وهو ابن عمرو بن ربيعة بن عبد العزى بن ربيعة بن جري بن عامر بن مازن الخزاعي، تقدم إسلامه، نسبه شباب.

                        روى عنه: ابناه سلمة وعبد الله وغيرهما.

                        اختلف في وفاته، فقيل: قتل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.

                        وقيل: قتل بصفين، وابنه عبد الله المقتول بصفين. [ ص: 279 ]

                        أخبرنا محمد بن أحمد بن إبراهيم، قال: حدثنا محمد بن سعيد بن بلج، قال: سمعت عبد الرحمن بن الحكم بن بشير، وسأل عن بديل بن ورقاء، فقال: هو من خزاعة، مات قبل النبي صلى الله عليه وسلم، وكان له بنون ثلاثة: عبد الله وعبد الرحمن وعثمان، قتل أحد بنيه بصفين، والآخر بجمل.

                        ففي هذا دليل أنه توفي قبل النبي صلى الله عليه وسلم، وأن أولاده الأربعة أدركوا النبي صلى الله عليه وسلم.

                        أخبرنا جعفر بن محمد بن هشام بدمشق، قال: حدثنا زكريا بن يحيى بن إياس السجزي، قال: حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن بشر بن عبد الله بن سلمة بن بديل بن ورقاء الخزاعي بمكة، قال: حدثني أبي محمد بن عبد الرحمن، عن أبيه عبد الرحمن بن محمد، عن أبيه محمد بن بشر، عن أبيه بشر، عن عبد الله، عن أبيه سلمة بن بديل قال: دفع إلي أبي بديل بن ورقاء هذا الكتاب، وقال: يا بني، هذا كتاب النبي صلى الله عليه وسلم فاستوصوا به، فلن تزالوا بخير ما دام فيكم:

                        [ ص: 280 ] بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى بديل وسروات بني عمرو فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد، فإني لم آثم مالكم، ولم أضع في جنبكم، وإن أكرم أهل تهامة علي أنتم وأقربهم رحما، ومن تبعكم من المطيبين، وإني قد أخذت لمن هاجر منكم مثل ما أخذت لنفسي، ولو هاجر بأرضه غير ساكني مكة إلا معتمرا أو حاجا، وإني لم أضع فيكم إذ سالمت، وأنكم غير خائفين من قبلي ولا محصرين، أما بعد، فإنه قد أسلم علقمة بن علاثة وابنا هوذة، وبايعا وهاجرا على من تبعهم من بني عكرمة، وأخذ لمن تبعه منكم مثل ما أخذ لنفسه، وإن بعضنا من بعض أبدا بالحل والحرم، وإني والله عز وجل ما كذبتكم، فليحبنكم ربكم عز وجل.
                         


                        هذا حديث غريب لا يعرف عنه إلا من هذا الوجه.

                        التالي السابق


                        الخدمات العلمية