الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
معلومات الكتاب

تفسير القرآن من الجامع لابن وهب

ابن وهب - أبو محمد عبد الله بن وهب بن مسلم

صفحة جزء
350 - قال: وأخبرني عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه في قول الله: كان الناس أمة واحدة ،  فهذا يوم أخذ ميثاقهم، لم يكونوا أمة واحدة غير ذلك اليوم، فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين ، فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه ، اختلفوا في يوم الجمعة، فاتخذ اليهود يوم السبت والنصارى يوم الأحد، فهدى الله أمة محمد ليوم الجمعة;  واختلفوا في القبلة، فاستقبلت النصارى المشرق، واليهود بيت المقدس، وهدى الله أمة محمد للقبلة; واختلفوا في الصلاة، فمنهم من يركع ولا يسجد، ومنهم من يسجد ولا يركع، ومنهم من يصلي وهو يتكلم، ومنهم من يصلي وهو يمشي، فهدى الله أمة محمد للحق من ذلك; واختلفوا في الصيام; فمنهم من يصوم بعض [ ص: 150 ] النهار، ومنهم من يصوم من بعض الطعام، فهدى الله أمة محمد للحق من ذلك; واختلفوا في إبراهيم فقالت اليهود: كان يهوديا، وقالت النصارى: كان نصرانيا، وجعله الله حنيفا مسلما،  فهدى الله أمة محمد للحق من ذلك; واختلفوا في عيسى بن مريم، فكفرت به اليهود وقالوا لأمه بهتانا عظيما ، وجعلته النصارى إلها وولدا، وجعله الله روحه وكلمته، فهدى الله أمة محمد للحق من ذلك.

التالي السابق


الخدمات العلمية