350 - قال: وأخبرني عن أبيه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، كان الناس أمة واحدة ، فهذا يوم أخذ ميثاقهم، لم يكونوا أمة واحدة غير ذلك اليوم، في قول الله: فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين ، فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه ، اختلفوا في يوم الجمعة، محمد ليوم الجمعة; واختلفوا في القبلة، فاستقبلت النصارى المشرق، واليهود فاتخذ اليهود يوم السبت والنصارى يوم الأحد، فهدى الله أمة بيت المقدس، وهدى الله أمة محمد للقبلة; واختلفوا في الصلاة، فمنهم من يركع ولا يسجد، ومنهم من يسجد ولا يركع، ومنهم من يصلي وهو يتكلم، ومنهم من يصلي وهو يمشي، فهدى الله أمة محمد للحق من ذلك; واختلفوا في الصيام; فمنهم من يصوم بعض [ ص: 150 ] النهار، ومنهم من يصوم من بعض الطعام، فهدى الله أمة محمد للحق من ذلك; إبراهيم فقالت اليهود: كان يهوديا، وقالت النصارى: كان نصرانيا، وجعله الله حنيفا مسلما، فهدى الله أمة واختلفوا في محمد للحق من ذلك; واختلفوا في عيسى بن مريم، فكفرت به اليهود وقالوا لأمه بهتانا عظيما ، وجعلته النصارى إلها وولدا، وجعله الله روحه وكلمته، فهدى الله أمة محمد للحق من ذلك.