الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
عبد الرزاق بن أحمد بن محمد بن أبي المعالي المحدث البارع العالم المتقن مؤرخ الدنيا كمال الدين الشيباني البغدادي ابن الفوطي  صاحب التصانيف. ولد سنة اثنتين وأربعين وستمائة.

وأسر في كائنة بغداد مراهقا فحصل في يد النصير الطوسي واشتغل عليه في تلك العلوم الفلسفية وبرع فيها وفي الأدب واللغة والنظم والتصرف فاق علماء الآفاق في علم التاريخ وأيام الناس، وصنف في ذلك وقر بعير بخطه المنسوب وعبارته العذبة وسمع من محمد بن أبي الدنيا وخلق في حدود الثمانين.

وخرج معجما بشيوخه وبلغوا خمسمائة شيخ منهم الصاحب محيي الدين بن يوسف بن الجوزي ، ومبارك بن المعتصم وأجاز لنا غير مرة.

ومع سعة معرفته لم يكن بالثبت في ما يترجمه ولا يتورع في مدح الفجار، ولم يكن بالعدل في دينه، وهو معدود في علماء التتار يأخذ جوائزهم ويجاوز في إطرائهم، ومع هذا فله اطلاع عظيم ورأى كتبا لا [ ص: 145 ] تحصى.

وكان على خزانة كتب الرصد بمراغة، ثم على كتب المستنصرية تكلم فيه ابن خلف ، وابن منتاب ثم صلحه ابن منتاب.

وقد كاتب إلى دمشق يلتمس مني ترجمة بعض العلماء. مات في أول عام ثلاث وعشرين وسبعمائة وله إحدى وثمانون سنة.

التالي السابق


الخدمات العلمية