محمد بن مسلم بن مالك قاضي القضاة، بركة الأئمة، شمس الدين، أبو عبد الله الزيني الصالحي الحنبلي النحوي. ولد سنة اثنتين وستين وستمائة.
وسمع حضورا من ابن عبد الدائم ، والكرماني، وسمع من الفخر [ ص: 265 ] علي وطبقته، وأكثر عن ابن الكمال، وقرأ بنفسه وحصل ودار على الشيوخ وقتا، وبرع في المذهب والعربية، وقرأ للناس مدة.
على ورع وعفاف ومحاسن جمة، ثم ولي القضاء بعد منع فشكر وحمد ولم يغير زينة ولا اقتنى دابة ، ولا أخذ مدرسة ، واجتهد في الخير وفي عمارة أوقاف الحنابلة.
ثم حج وأدركه الأجل بالحضرة النبوية، وتأسف الناس لفقده. مات في ذي القعدة سنة ست وعشرين وسبعمائة.
أخبرنا محمد بن مسلم، أنا ابن عبد الدائم، حضورا، ولي منه إجازة، أنا محمد بن صدقة، وأنا أحمد بن هبة الله، عن المؤيد، قالا: أنا أبو عبد الله الفراوي، أنا أبو الحسين الفارسي، أنا ابن عمرويه، أنا ابن سفيان، نا نا مسلم بن الحجاج، يحيى بن يحيى، وجعفر بن حميد، قالا: نا عبد الله بن إياد، قال يحيى ، أنا عبد الله بن إياد، عن أبيه، عن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: البراء، كيف تقولون بفرح رجل انفلتت منه راحلته تجر زمامها بأرض قفر ليس بها طعام ولا شراب ، فطلبها حتى شق عليه ثم مرت بحذاء شجرة فتعلق زمامها فوجدها متعلقة به؟ قلنا: شديدا، يا رسول الله، قال: أما والله لله أشد فرحا بتوبة عبده من الرجل براحلته.