الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
306 - حدثنا محمد، قال: أخبرنا أبو عبيد قال: ثنا ابن مهدي، عن داود بن قيس، عن محمد بن عجلان، قال: سأل رجل القاسم بن محمد: أضرب وجهي بالماء إذا توضأت؟  فقال: "ما علي أن ألطم وجهي" .

قال أبو عبيد: وكذلك القول عندنا: أنه لا يلزم لطم الوجه بالماء ، ولكن سنة عليه ، كالذي روينا عن ابن عمر ، وقول الحسن أحب إلي فأما حديث إبراهيم فيما أفتى به الفضل فما أحب الأخذ به ، لأن تأويل القرآن والسنة على غيره ، فالتأويل قول الله: فاغسلوا وجوهكم وإن الذي يصب الماء في يديه ثم يجعلهما على الوجه ، إنما هو ماسح غير غاسل.

وكذلك الأحاديث التي ذكرناها في وضوء النبي  صلى الله عليه وسلم هي كلها على غسل الوجه ، ليس في شيء منها ، أنه صب ما في يديه من الماء ، إنما جاءنا ذلك عنه في مسح الرأس خاصة.

وإذا غسل الإنسان وجهه ، فإن الذي عليه الأمة أن يغسله بكفيه معا ، وفي ما جاء في الرخصة مع هذا في الكف.

التالي السابق


الخدمات العلمية