الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
114 - حدثنا محمد قال: حدثنا ابن رحمة، قال: سمعت ابن المبارك، عن جرير بن حازم قال: سمعت عبد الله بن عبيد بن عمير يقول: "مر عمرو بن العاص، فطاف بالبيت، فرأى حلقة من قريش جلوسا، فلما رأوه قالوا: أهشام كان أفضل في أنفسكم أو عمرو بن العاص؟ فلما فرغ من طوافه، جاء، فقام عليهم، فقال: إني قد علمت أنكم قد قلتم شيئا حين رأيتموني، فما قلتم؟ قالوا: ذكرناك وهشاما، فقلنا: أيهما [ ص: 121 ] أفضل؟ فقال: سأخبركم عن ذلك، إنا شهدنا اليرموك، فبات وبت ندعو الله أن يرزقنا الشهادة في سبيل الله، وأسأله إياها، فلما أصبحنا رزقها وحرمتها، ففي ذلك تبين لكم فضله علي".  

115 - حدثنا محمد قال: حدثنا ابن رحمة، قال: سمعت ابن المبارك، عن أبي عمر مولى بني أمية قال: حدثني محمد بن أبي سفيان الجمحي أخي عمرو بن عبد الله بن صفوان قال: حدثني محمد بن الأسود بن خلف بن بياضة الخزاعي قال: "إنا لجلوس في الحجر وناس من قريش، إذ قيل: قدم الليلة عمرو بن العاص من مصر، فما أكبر بأن دخل، فابتدرناه بأبصارنا، فلما طاف دخل الحجر، وصلى ركعتين، ثم قال: كأنكم قد قرضتموني بهنت، فقال القوم: لم نذكر إلا خيرا، ذكرناك وهشاما، فقال بعضنا: هذا أفضل. وقال بعضنا: هذا أفضل. فقال عمرو: سأخبركم عن ذلك، إنا أسلمنا فأحببنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وناصحناه ، فذكر يوم اليرموك ، فقال: أخذ بعمود الفسطاط [ ص: 122 ] حتى اغتسل وتحنط ، وتكفن ، ثم أخذ بعمود الفسطاط حتى اغتسلت ، وتحنطت ، وتكفنت ، ثم اعترضنا على الله تبارك وتعالى، فقبله ، فهو خير مني. قبله ، فهو خير مني. قبله ، فهو خير مني" قال أبو عمر: قال عمرو بن شعيب: "علق عمرو يوم اليرموك سبعين سيفا بعمود فسطاطه ، قتلوا من بني سهم".

116 - حدثنا محمد قال: حدثنا ابن رحمة، قال: سمعت ابن المبارك، عن عمر بن سعد قال: حدثني ابن سابط، أو غيره، عن أبي الجهم بن حذيفة العدوي قال: "انطلقت يوم اليرموك أطلب ابن عمي ، ومعي شنة من ماء وإناء، فقلت: إن كان به رماق سقيته من الماء، ومسحت به وجهه، فإذا أنا به ينشغ، فقلت: أسقيك؟ فأشار أن نعم. فإذا رجل يقول: آه فأشار ابن عمي أن انطلق إليه، فإذا هو هشام بن العاص أخو عمرو بن العاص، فأتيته، فقلت: أسقيك؟ فسمع آخر يقول: آه فأشار هشام أن انطلق به إليه، فجئته، فإذا هو قد مات، ثم رجعت إلى هشام، فإذا هو قد مات، ثم أتيت ابن عمي فإذا هو قد مات". [ ص: 123 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية