الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
152 - أخبرنا إبراهيم، حدثنا محمد، حدثنا سعيد، قال: سمعت ابن المبارك، عن سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال، عن صلة قال: "رأيتني في المنام كأني في رهط وخلفنا رجل مع السيف شاهره، فجعل لا يأتي على أحد منا إلا ضرب رأسه، ثم يعود كما كان، فجعلت أنظر متى يأتي علي، فيصنع بي ما صنع بهم، فأتى علي، فضرب رأسي، فوقع، فكأني أنظر حين أخذت رأسي أنفض عن شفتي التراب، ثم أعدته، فعاد كما كان".  

153 - أخبرنا إبراهيم، حدثنا محمد، حدثنا سعيد، قال: سمعت ابن المبارك، عن سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال، عن صلة أنه خرج في جيش، ومعه ابنه وأعرابي من الحي، فقال الأعرابي: "رأيت كأنك أتيت على شجرة ظليلة فأصبت تحتها ثلاث شهادات، فأعطيتني واحدة، وأمسكت اثنتين، فوجدت في نفسي ألا تكون قاسمتني الأخرى. فلقوا العدو، فقال لابنه: تقدم. فقتل ابنه، وقتل صلة، ثم قتل الأعرابي". [ ص: 148 ]

154 - أخبرنا إبراهيم، قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا سعيد، قال: سمعت ابن المبارك، عن السري بن يحيى قال: حدثني العلاء بن هلال الباهلي أن رجلا من قوم صلة قال لصلة: يا أبا الصهباء، إني رأيت أني أعطيت شهادة، وأعطيت أنت شهادتين. فقال له صلة: خيرا رأيت، تستشهد، وأستشهد أنا وابني قال: فلما كان يوم يزيد بن زياد، لقيهم الترك بسجستان، فكان أول جيش انهزم من المسلمين ذلك الجيش، فقال صلة لابنه: يا بني إلى أمك. فقال: يا أبت، أتريد الخير لنفسك، وتأمرني بالرجعة؟ أنت والله كنت خيرا لأمي مني. قال: أما إذا قلت هذا، فتقدم. قال: فتقدم، فقاتل حتى أصيب، فرمى صلة عن جسده، وكان رجلا راميا، حتى تفرقوا عنه، وأقبل يمشي حتى قام عليه، فدعا له، ثم قاتل حتى قتل ".

155 \1 - أخبرنا إبراهيم، حدثنا محمد، حدثنا سعيد، قال: سمعت ابن المبارك، عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن معاذة، امرأة صلة قالت: لما جاءها نعي زوجها وابنها قتلا جميعا قدمه بين يديه، قال لابنه: تقدم، فأحتسبك. فقتل، ثم قتل الأب. فلما جاءها نعيهما، جاء النساء، فقالت: إن كنتن جئتن لتهنئن بما أكرمنا الله به فذلك، وإلا فارجعن [ ص: 149 ] .

155 \2 - " قال ثابت: " وكان صلة، يأكل يوما، فأتاه رجل، فقال: مات أخوك. فقال: هيهات، قد نعي إلي، اجلس. فقال الرجل: ما سبقني إليك أحد فقال: قال الله عز وجل: إنك ميت وإنهم ميتون ".

التالي السابق


الخدمات العلمية